بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 مارس 2012

من حكاوى التاريخ ( ج 10 ) العلم المصرى حاضر وتاريخ :


عندما تشاهد الأفلام الوثائقية لحرب أكتوبر المجيدة وترى العلم المصرى وهو فى قوارب الجنود لحظة العبور خفاقا , ثم تشاهد أول جندى وهو يرفع هذا العلم على أول الحصون المقتحمه فاتحا صدره للرصاص وذراعيه لأعلى قائلا الله أكبر , تسرى فى جسدك قشعريره ورجفه من هذا المشهد البانورامى الذى إحترمه العالم أجمع وجعل الأعداء والأصدقاء يهابون هذا العلم ويحسبون ألف حساب للجندى الذى يسهر على حمايته ليظل خفاقا عاليا 
:
علم مصر بلونه الأحمر رمز الدماء الزكية لشهداء الوطن فى حروب 56 , 67 , 73 , حتى لاننسى هذه الدماء التى ضحى أصحابها بأرواحهم ومازالوا ليعيدوا لنا الكرامة والعزة والكبرياء

علم مصر بلونه الأبيض رمزا لنقاء وصفاء وتسامح وسلمية هذا الشعب العريق الذى يحمل تحت جلده جينات الحضارة منذ فجر العصور
:
علم مصر بلونه الأسود حتى لاينسى أبناء هذا الشعب العصور المظلمة السوداء التى مرت بها البلاد وكيف عانوا وعانت مصر فيعملوا على ألا تعود البلاد لمثل هذه العصور
:
الصقر أو النسر الذهبى , نقف معه وقفه , فهو رمز للدولة المصرية منذ العهد الفرعونى , ولطالما صور على المعابد كراية للجيش المصرى وشاهد على أمجاده وبطولاته وإنتصاراته وكان قلاده ونيشان عسكرى من أرفع الأوسمه فى هذا العهد , وظل رمزا للدولة والجيش إلى عهد الناصر صلاح الدين الذى إتخذه رمزا للدولة وللجيش حتى أسموه أعداءه الصليبيين بنسر الشرق , ثم كان هذا الرمز هو راية الجيش المصرى فى عين جالوت حيث إنكسرت جحافل التتار على أبواب مصر وأنقذت مصر بجيشها العالم أجمع من شرورهم وخطرهم
:
:
دخلت الدولة بعد ذلك عهود طويلة مظلمة من إحتلال عثمانى لإحتلال فرنسى تلاه إحتلال إنجليزى ظل الأخير جاسما على صدرها لأكثر من مائة عام , فإختفى النسر أو الصقر , وأستبدل بعلم أحمر اللون ذو ثلاث نجوم , ثم أصبح علما أخضر ذو هلال تتوسطه ثلاثة نجوم .
:
1- العلم الأخضر هو علم المملكة المصرية تحت الإحتلال الإنجليزى
.
2- العلم الأخضر هو العلم الذى هزم فى نكبة العرب فى حرب 1948
:
:
1- علم جمهورية مصر العربية هو أول علم لمصر التى يحكمها المصريين بعد التخلص من وطأة الإحتلال الغاشم
.
2- علم جمهورية مصر العربية هو العلم الذى يذكر إسرائيل وحلفائها دوما بالدرس الذى لقنه لها المصريين فى 1973
.
3- علم جمهورية مصر العربية هو رمز عزة وكرامة وقوة مصر المصريين
:
أعدائنا اليوم قد إستوعبوا جيدا الدرس العسكرى , ورسخ فى يقينهم أن راية مصر بكل ماتشمله من رموز , وبكل ماتحمله لهم من ذكريات أليمة لن تنكس بصدام عسكرى , فكان البديل هو الرقص على جهل وغباء السفهاء السذج ممن أبتلينا بهم وحسبوا علينا كمصريين , فأوعظوا إليهم بخبث أن لكل ثورة علم ورمز , وأن العلم الحالى هو علم أعدائهم العسكر المغتصبين , وأنه يجب أن يستبدل وترفع الثورة علم مصر الأخضر رمز الملكية ....... فرددوا الأغبياء السفهاء أحداث الأسنان تلك المقولات , ونسوا أن العلم هو علم مصر وليس علم العسكر ........ وتناسوا أن العسكر هؤلاء هم قوات مصر المسلحه وجيشها الباسل ودرع الوطن وسيفه , وأن المصريين قادة وجنود هم قوام الجيش وعدته وعتداه ...... ونسوا كذلك أن تلك الراية التى يريدون إستبدالها هى شاهد على بطولات مصر فى العصر الحديث وعلى إنتصارها العسكرى الساحق فى أكتوبر 73 الذى هو معجزة بكل المقاييس البشرية والعسكرية والتى تدرس فى جميع أنحاء العالم حتى الآن !!
:
أراد السفهاء السذج أن يمحوا رمزا لتاريخ أرق مضاجع الأعداء , وعندما يشاهدونه الآن يذكرهم بذكريات أليمة ........ وأراد الجهلاء أحداث الأسنان أن يرفعوا فوق رؤسهم علما كان رمزا للإحتلال والمهانة والهزيمة التى أضاعت بيت المقدس من أيدى المسلمين , فيتحقق بذلك لأعدائنا نصرا ساحقا مؤزرا دون أن يتكلفوا مليما واحدا , ودون أن تراق لهم قطرة دم واحده فيقضون على رمز الدولة وينكسوه بأيدى أبنائه 
:
أى قوم هؤلاء , وأى وطنية هذه التى يدعونها , وأى عقل هذا الذى يستقر فى تلك الأدمغه , وأى ثورة تلك التى تسقط وتهدم تاريخ دولة وتهدى الحاضر والمستقبل لأعدائنا على أطباق من ذهب , طبق يلوا الآخر ......
إن البهائم عندما تساق تعلم أنها تساق لتقوم بعمل خلقها الله من أجله , ولكن من البشر من هو أضل من البهائم وأجهل من الدابه 
:
اللهم لاتجعل مصيبتنا فى بنى جلدتنا , ولاتجعل هلاكنا بغباء وسذاجة وجهل , أو خيانة من ينتمون إلينا , فهزيمة الأعداء علينا أهون ألف مرة من الهزيمة بيد إخواننا ومن بنتمون إلى أوطاننا , فهو العار كل العار 
:
بقلمى / أحمد فتحى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق